م.حسين محمد علي

حاجة الطفل العراقي الى مسرح

 

عند انتهاء الحرب العالمية الثانية اسس مسرح للطفل في المانيا سمي بمسرح العالم الفني وكان من بين اهداف هذا المسرح ازالة الذكريات المؤلمة للحرب من نفوس الاطفال والبدء فنيآ وانسانيآ لتحمل مسؤوليات الحياة الجديدة.

 وبما ان بلدنا العزيز العراق قد مر بظروف صعبة اثرت على كل فئات المجتمع العراقي وخصوصآ الاطفال لذا وجب على الجهات المسؤولة على هذه الفئة ان توفر مجالات وانشطة تزيل الذكريات المؤلمة لهذه الظروف في نفوس الاطفال وخير وسيلة لذلك هو المسرح الذي يختص بالاطفال والذي معناه هو المكان المهيأ مسرحيآ لتقديم عروض تمثيلية كتبت واخرجت خصيصآ للمشاهدين من الاطفال وعلى ذلك فأن مسرح الطفل هو المجال الواسع لتجسيد واقع الطفل وتمكين الطفل من ادراك هذا الواقع ادراكآ اكبر ويمكن للمختصين في مجال التأليف والاخراج اعادة تشكيل هذا الواقع بما يناسب التطور والازدهار والرقي الذي يتمنى كل طفل ان يعيش في ظروف الواقع المزدهر .

وبذلك تتيح للطفل التجربة والابتكار والابداع على وفق مدركاته العقلية والحسية والنفسية وبهذا فأن مسرح الطفل يعد من المقدمات الاساسية لتقوية شخصية الطفل في كل النواحي النفسية والتربوية والتعليمية والاجتماعية والجمالية هذا من جانب ومن جانب اخر فان وظيفة مسرح الطفل الاجتماعية هي مساهمته عن طريق العمل الفني في التربية وبناء الاجيال الصاعدة فهو له اهداف اخلاقية عالية تسير جنب الى جنب مع المتعة الفنية اذ يجب ان يقدم لجمهوره تجارب ممتعة على ان يكون الهدف واضح يعين الطفل على تلمس افكاره وسط عالمه الذاتي والعيش مع الحاضر بكل متطلباته, اما علماء الاجتماع فينظرون الى مسرح الطفل على انه الوسيط الاجتماع الذي يقوي الروابط الاجتماعية بين طفل واخر وبين الطفل والمجموعة داخل المجتمع والى جانب ذلك فأن مسرح الطفل من الناحية الاجتماعية يضع امام الاطفال واقعهم وجها لوجه باحداثه وشخوصه وقيمة ويدفعهم من خلال الاندماج والمشاركة الى ان يدركوا ان لهم دور في تغيير هذا الواقع . وعلى هذا الاساس فأن الطفل العراقي بحاجة الى مسرح وبذلك نناشد المسؤولين الى ادراك اهمية على ان يكون للطفل العراقي مسرح يتناسب مع الظروف التي يمر بها.

شارك مع: