كلية الفنون الجميلة تقيم محاضرة نوعية عن التأويل الفني وتعدد وجهات النظر
اقام قسم الفنون السمعية والمرئية في كلية الفنون الجميلة بجامعة ديالى محاضرة نوعية عن التأويل الفني وتعدد وجهات النظر
تناولت المحاضرة التي القتها المدرس المساعد وجدان عدنان محمد طبيعته الفن المعاصر الذي يقوم على مقولات الرّفض والتجاوز والسّخرية التي ظهرت مع البوبارت في بداية القرن العشرين وازدهرت منذ سنوات الخمسينات. ولكن من قوة الفنّ أن يقع طرح هذه المضامين الثوريّة داخل ثقافة تأمّلية وفكريّة تقوم على الاستعارة والمجاز الخلاّق وتستدعي التّأويل.
كما واشارت الى أن قابلية التّأويل هي شرط تميز العمل الفني عن أيّ شيء آخر وإلاّ سقط في المباشراتية والاستفزاز المباشر الذي لا يحتاج إلى تأويل. كما أن السّخرية تحطيم للذّات كما قال هيغل، من أجل إعادة بنائها وترميم بنية العقل التاريخي، وهو أحد المرجعيّات الفلسفيّة للفنّ المفاهيمي وبعض أشكال الفن المعاصر .إذ للفن تاريخ متنام وملوّن ،
فيما اوضحت ان الفن المعاصر يفترض وجود خطاب تنظيري واستراتيجيّ مباشر وربّما ندوة بتشريك نقّاد ومنظّرين ومؤرّخين وأساتذة في علوم الفن إن لزم الأمر، لنشر المفاهيم المشتغل عليها… ودعم الحوار وتحويل المادّة المعروضة إلى فعاليّة ثقافيّة حيّة،
كما يقوم الفن المعاصر على المشاركة ، مشاركة الجمهور، النّاظر المتأمّل، المتفرّج (عندما يتحوّل العمل الفني إلى فرجة) في تكوين عناصر العمل الفني بما فيها العنصر السّيميولوجيّة، عبر تعدّديّة القراءة ومن خلال الجهد التّأويليّ. فما الذي يبقى للعمل الفنّي إن كانت مضامينه المقصديّة واضحة ولا تحتاج إلى العناء التأويليّ الممتع ؟
وقد اكدت المحاضرة ان النّظر إلى الفنّ تربية وتنشئة وخبرة متنامية ومشروع معرفة جماليّة وإنشائيّة ونقديّة وليس مسألة إجرائيّة نتعلّمها في لحظات، بعد سنوات من الجمود الذي ارتبط فيه الفنّ بالزّينة والفولكلور. وكم من معرض أو مهرجان تبدأ وتنتهي وعدد الفنّانين أكثر بكثير من عدد أفراد الجمهور الزّائر. ذلك لأنّ الناس لم يتعوّدوا على التّردّد إلى المعارض الفنيّة منذ نعومة أظافرهم. والفرصة ملائمة الآن للتّأمّل والنّظر وإعادة النّظر والتّواصل المباشر، وجها لوجه مع الأعمال الفنيّة، في المعارض أو حتى في متاحف الآثار، ومخالطة الفنانين عن قرب… ولكن كذلك فتح العديد من الكتب. وحقّا، إن شعبا لا يقرأ، شعب لا ينظر. وعندما لا نحذق النّظر (بالبصر أو بالبصيرة)، يتعذر علينا أن نفكّر وأن نكتب التاريخ والمستقبل