خطوط العطاء
خطوط العطاء
إذا نظرنا الى الحياة على انها خط مستقيم وطويل تتوقف من خلال عبورنا عليه على نقاط متعددة ومختلفة فبإمكاننا تسمية هذا المستقيم على سبيل المثال (ب ع خ)
ولكي تكون الحياة على صعيد مقبول وراض عنها انت شخصيا سواء كانت في تعاملاتك مع الاخرين او في تصرفاتك وسلوكك اتجاههم ومن الجهة الأخرى في تعاملاتهم وسلوكهم اتجاهك. ولو ان الانسان بدا مستقيم حياته بإرادته من عند النقطة ع .. وهي الدالة عن العطاء ومن دون مقابل لوصل بشكل لاإرادي الى النقطة خ وهي الدالة عن الاخذ ولكن من دون طلب فلو ان كل منا اعطى بداية الحب لنفسه لأخذ منها الثقة والتسامح وبإعطائه الحب لمن حوله لإخذ منهم التواصل والتراحم ولو أعطاه لمجتمعه لإخذ منه التقدير والاحترام وقياسا على ذلك
فمجالات العطاء كثيرة لا تحصى وتتناثر وبشكل عشوائي في فضاء لانهاية له فما علينا سوى الاختيار والبدء. فمن الجميل ان تتعدد اختيارات العطاء وتتسع دائرته حتى تلامس أكبر قدر ممكن من البشر ولا تعتقد يوما بان عطاءك سينفذ لكثرته ولكنه سيصبح ينبوعا يتدفق بغزارة وقوة لا يمكن ايقافها الا إذا تصدى له الموت لتفاجأ بعد ذلك بان دائرة العطاء قد اتسعت وازدادت حجما وضغطا عليك ولكنه حجما لا يحملك عبئا ولا يشكل عليك خطرا فتجد نفسك تأخذ بل تنهل من ذلك العطاء الموجه اتجاهك بكل سعادة وهناء حتى بعد انفصالك عن الحياة ليرثه ابناؤك واحباؤك وبذل تكون قد وصلت الى النقطة الصحيحة عندما اخترت ان تبدأ من النقطة الصحيحة.
ويتذمر البعض من كثرة عطائه وقله العطاء الموجه اليه في المقابل هنا نجد ان المعادلة قد جد عليها ما يخل بتوازنها اذ يقتضي نجاح المعادلة ان يلغى عنصر ((انتظار المقابل)) فلا تعط وتنتظر ما يجب ان يقدمه لك المقابل لان المتلقي سيشعر بذبذبات انتظارك لما سيقدمه فلا تصفو له نفس ولا يشعر بارتياح لهذه المقايضة فلا يستمر في التعامل والتواصل معك وبهذا ينقطع الحبل قبل ان يربط فاذا قدمت السبت لا تنتظر الاحد لان بقية أيام الأسبوع ستاتي على طبق من فضة.
م . رجاء حميد رشيد
كلية الفنون الجميلة