أ.د. علاء شاكر محمود                                                                                                                            تاريخ النشر الثلاثاء 2016/10/26 

العراق امام مشكلة حقيقية تبرز الحاجة الى انماط جديدة للتعليم


مع تزايد الفجوة بين البيئة الاجتماعية والبيئة التعليمية وتنازع اشكال متعددة من المثيرات التكنولوجية في الاستحواذ على عقلية الفرد صار من الضروري اعادة النظر في انماط التعليم التي نقدمها اذا كنا نرغب في تواصل النظام التربوي وعدم انفراط عقده فالاعداد المتزايدة للرافضين للنمط التقليدي للتعليم ستدفع باتجاه انهيار النظام التربوي اما رسميا عن طريق اغلاق المدارس والجامعات واما عمليا من خلال تخريج دفعات من الطلبة الذين لايمتلكون مخرجات التعلم التي تضعها المؤسسات التعليمية هدفا لها المشكلة التي سيواجهها العراق ومعظم البلدان في الشرق الاوسط ليس النقص في اعداد الخريجيين وانما في المهارات التي تركز على التنوع المعرفي والتي ستكون ضرورية مع الانفجار التكنولوجي المتصاعد فالمتطلبات الاساسية للتوظيف ستتركز في توافر المتقدم للتوظيف على مهارة تقنية عالية مع قاعدة معرفية معقولة بينما النظام التريوي الحالي سواء مراحل التعليم العام او في الجامعات لا يحقق هذا المخرج التعليمي مما دفع وسيدفع الاف الخريجين الى سوق العمل بدون اعداد كاف للمنافسة في هذا السوق ومع توجه العالم الى تطبيقات الذكاء الصناعي في سوق العمل وعده حافة مهمة للاكتشاف لاي مفصل من مفاصل الحياة ستزداد معاناة خريجينا فهذه التطبيقات ستغير الطريقة التي تنجز بها الاعمال سواء في المعامل والمصانع او في المكاتب وهذا سيؤدي الى تسريح ملايين من العاملين فيها وستستلزم فرص العمل القادمة متطلبات تعليمية جديدة ولن تكون المهارات البسيطة والقاعدة المعرفية التي تقدم للمتعلمين لدينا في الجامعات كافية لتؤهلهم للحصول على فرص عمل والعراق لن يستطيع الا ان يكون جزء من المنظومة الدولية للاقتصاد وحسب توقعات الاقتصاديون فان العراق سيتجاوز مشكلة الامن المؤثرة في الاستثمار الخارجي مع بداية ٢٠٢٠ وبالتالي ستتدفق الشركات الاجنبية الى سوق العمل فيه وستظهر مشكلة حقيقية في توفير فرص عمل لخريجي جامعاتنا سيما ان معظم هذه الشركات تعتمد على تطبيقات الذكاء الصناعي هذه الشركات تعتمد نمط حل المشكلات في ممارسة العمل اليومي وبالتالي لن تكون المهارات البسيطة والقاعدة المعرفية التي نزود بها طلبتنا خيارا ناجحا فالتحدي الاساسي سيكون كيفية تهيئة قوى عاملة تعتمد على نمط حل المشكلات منهجا للتفكير والتطبيق وسيكون التركيز على خاصية المعرفة الابداعية المصحوبة بقدرة عالية على حل المشكلات لهذا على نظامنا التربوي في العراق ان ينتبه سريعا الى ضرورة الغاء كل انكاط التعليم التقليدية والتحول الى نمط حل المشكلات الابداعي هذا النمط من التعليم يركز على ضرورة التعاون بين المدرس والطلبة في رسم خارطة لمشكلات الحياة اليومية وايجاد وسائل ابداعية لحلها وسيتحتم تجاوز زمكانية الصف المدرسي وتعويد الطالب على التعايش مع المشكلة من اجل ايجاد افضل الطرق لحلها وبهذا ننشئ ثقافة حل المشكلات بدون هذه الثقافة التي يجب ان يقتنع بها صناع القرار في نظامنا التربوي اولا ومن ثم اعتمادها في تطوير النظام التربوي بدون شيوع هذه الثقافة سنواجه ملايين من افراد المجتمع غير مؤهلين للعمل وستظطر الشركات الاجنبية لاستقدام قوى عاملة توافق متطلباتها وستواجه الدولة مشكلة حقيقية اما التعامل مع شركات اجنبية بقوى عاملة اجنبية مؤهلة ورخيصة واما توقف عجلة الاقتصاد والعمل في البلد اتمنى ان ينتبه صناع القرار لهذه الكارثة قبل فوات الاوان وان يصار الى مؤتمر وطني تتخلله ورش عمل شبيه بالذي فعله برونر في ستينيات القرن الماضي في امريكا من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *